الولايات المتحدة وقصف إيران؟

الادعاء الصادم

أعلن ترامب في منشوره على X: ‘تم تدمير منشآت إيران النووية بالكامل!’ واتهّم قناة سي إن إن ونيويورك تايمز بـ’الفشل’ في نقل الحقيقة. لكن خلف هذا العرض الدرامي، واقع أكثر تعقيداً. هذا ليس مجرد تمثيل سياسي؛ بل تحدي مباشر ل機構 الاستخبارات الأمريكية.

من قال ماذا؟

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بوضوح: ‘جاء التقرير من مصدر مجهول داخل جهاز الاستخبارات.’ وأبرزت الدقة التي تتطلبها 14 قنبلة بوزن ثلاثة أطنان وتستهدف أهدافاً بدقة جراحية. بينما أكد وزير الدفاع هيغسيث: ‘لقد أزلنا قدرة إيران على بناء أسلحة نووية.’

الصوت كان حازماً، تقنياً. لكن دعنا نتساءل: عندما يقولون ‘أُزيلت’، ماذا يعني ذلك فعلياً؟ هل هو إغلاق دائم أم مجرد تعطيل مؤقت؟ أم مجرد طريقة جديدة للقول: جرّبنا فقط.

خلف الكواليس

لقد أمضيت سنوات في تحليل كيفية تشكيل الحكومات لنتائج العمليات العسكرية—ليس فقط لتحقيق ربح، بل لأن الصورة تُشكّل السياسة. في فترة عملي بمكتب فنتك في لندن، رأيت كيف يمكن تحويل البيانات إلى سلاح عبر التحكم بالسرد. الآن، نرى نفس المنطق يُطبّق على الأمن القومي.

يؤكد البنتاغون أنه استهدف البنية التحتية الحيوية. لكن دون مراجعة مستقلة أو إفصاح عن صور بالأقمار الصناعية (وهو ما لم يحدث)، يبقى لدينا فقط تفسير الإدعاءات من خلال الثقة أو الشك.

نعم—أنا متشكك. وليس بسبب سخرية، بل لأن الشفافية أصبحت نادرة في الرسائل الجيوسياسية عالية المخاطر.

لماذا يهم هذا أكثر من السياسة؟

هذا ليس مجرد نقاش حول ما إذا كانت إيران تستطيع تصنيع قنبلة غداً أو بعد سنة—مثلما يختزله المحللون إلى نتيجة ثنائية.

إنه عن من يقرر ما الذي يُعد ‘نجاحاً’ في الحرب الحديثة—and whether we allow leaders to redefine reality عبر منشورات التواصل الاجتماعي.

حين يقول ترامب: ‘كان ناجحاً’، لا يحتاج إلى موافقة الكونجرس أو الناتو—بل يحتاج إلى إعادة تغريدتك.

هذه التحولات خطيرة ليست بسبب شخص واحد، بل لأنها تستقر على التلاعب بالسرد كاستراتيجية.

وما إذا قبلنا أن الخطاب = النتيجة… فإن كل صراع مستقبلي سيتم قياسه ليس بعدد القتلى أو إعادة بناء المدن، بل بعدد اللايكات التي تحصل عليها تغريدة واحدة.