العملات المستقرة: ثورة صامتة

الانهيار الهادئ للسيادة النقدية

نشأت في مدينة ما زال نقد يهمس في الأزقة — ليس لأنه موثوق، بل لأنه ملموس. الآن، تستبدل العملة المستقرة هذا الصمت بكواد. USDT وUSDC ليست عملات؛ بل غلافاً للمسؤولية مُلفّفة بسندات الخزانة الأمريكية، تصدرها شركات لا تخضع لأي رقابة بل لموازينها. نموذجها “صفر فائدة” ليس كرمًا — بل احتكار مُتخفّي تحت ستار الابتكار.

المال الخاص، المخاطر العامة

يسمونه “مستقرًا” لأنه يتداول عند دولار واحد. لكن الاستقرار هنا حيلة دفتر: 99% من الاحتياطيات أصول سائلة مملوكة كيانات مركزية بلا التزام قانوني لاسترداد الطلب. عندما انهار SVB العام الماضي، انزلقت USDC عن التكافؤ ليس بسبب فشل تقني — بل لأن الثقة لم تُشفّر في العقود الذكية؛ بل كُتبت في النفس البشرية.

التكلفة الحقيقية ليست الرسوم — إنها السيطرة

لا تموت مدفوعات العبور الحدودية من الرسوم المرتفعة — إنما من CHIPS — نادي الأولاد القديم لـ SWIFT وVisa-MasterCard. تعمل العملات المستقرة على تجاوزها ليس عبر تقنية أفضل — بل عبر الخفاء. يتاجر نيغيري يدفع بـ USDT ليس لتوفير 0.20 دولار — بل ليتجنب ضوابط رأس المال بينما تحكم حكومته عاجزة.

الكريبتو ليس نقدًا — إنه سباق الذهب الجديد

كان البيتكوين يومًا متخيلًا كنقود رقمية. الآن؟ إنه ذهب رقمي — أصل احتياطي مؤسسي لنظام الدولار. المفارقة ثقيلة: نستخدم البلوك تشين لربط الدولارات أفضل مما تستطيع البنوك — ثم نطلق عليه لامركزية.

الخيار ليس بين الدولارات والإيوروب — إنما بين السلطة والورق

تدفع ECB اليورو الرقمي ليس للمنافسة مع العملة المستقرة — بل لإعادة السيطرة على البنوك المركزية على البنية التحتية للدفع. الصين تفعل شيئًا هادئًا: تستغل Alipay وWeChat Pay كعملات مستقرة فعليّة مدعومة بالرينمينبي — وحجمها اقتصادات فعلية، لا افتراض مالي.